ذات يوم عثرت رجال مباحث الدرب الأحمر على جثة مجهولة مدفونة «محترقه» بإحدى المدافن بمنطقة الخليفة، وكثفت الأجهزة الأمنية من تحرياتها وفحص بلاغات التغيب.. وبالفعل تبين وجود بلاغ مطابق لمواصفات جثة الشخص المجهول.. تم التوصل إلى الجناة وهم «عاطل وسيدة وسائق وتربي».. تم ضبطهم وبمواجهتم بما أسفرت عنه التحريات اعتروا بارتكابهم الواقعة وحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة للتحقيق.
وكانت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة، تلقت إخطارًا من قسم الدرب الأحمر بتغيب أحد الأشخاص، وتوصلت تحريات المباحث، إلى أنه عقب خروج أحد الأشخاص «مسجل خطر» من السجن، اكتشف سرقة مبلغ مالي 300 ألف جنيه من مسكنه، فقام باحتجاز زوجته «عرفية» وتعذيبها، مما أحدث إصابات بجسمها، واعترفت له بقيامها بالاشتراك مع صديقه بسرقة المبلغ المالي.
واستعان المتهم بشخص آخر لاستدراج المجني عليه، وقاما بتكبيله والتعدي عليه بعصا وتعذيبه، مما أدى إلى وفاته.
حرق الجثة
وأوضحت التحريات، أن المتهم قام بحرق الجثة ودفنها بالاتفاق مع «تربي» بمنطقة الخليفة، بعد الاستعانة بقائد سيارة لنقل الجثمان إلى المدافن.
القبض على الجناة
وعقب تقنين الإجراءات، تم القبض على المتهم وزوجته العرفية والسائق والتربي، وتولت النيابة العامة التحقيقات.
النيابة العامة تتولى التحقيقات
وكشف أمر إحالة نيابة حوادث جنوب القاهرة الكلية، في واقعة اتهام عاطل، وثلاثة آخرين لمحكمة الجنايات بقتل صديق وزوجة الأول في منطقة الدرب الأحمر عن أن المتهمين دفنوا جثته في المقابر خفية.
اعترفات زوجة المتهم الأول
سردت المتهمة في القضية واقعة تعرضها للتعذيب على يد زوجها وحلق شعرها، متهمًا إياها بوجود علاقة عاطفية مع صديقه في منطقة الدرب الأحمر.
خرج من السجن سلوكه متغير
وقالت السيدة إنها تبلغ من العمر 48 عاماً- ربة منزل، وأنها على إثر علاقة عاطفية جمعتها بالمتهم الأول تزوجها عرفيًا وحال زواجهما لاحظت إحرازه للمواد المخدرة وحيازته العديد من الأسلحة البيضاء بالمسكن حتى أمكن ضبطه بمعرفة الشرطة بسبب ما بحوزته حتى تم سجنه على ذمة إحدى القضايا، وعقب خروجه من محبسه لاحظت تغيير في سلوكه معها، إذ اتهمها أنه هي وصديقه على علاقة وسرقوا مبلغ مالي فاصطحابهما لشقته بمنطقة الدرب الأحمر.
ضرب وحرق
وأضافت، أنها حال تواجدها بالمسكن قام بربطها بالسرير وتعدى عليها ضربًا بالأيدي وبأدوات كانت بحوزته فحاولت الفرار منه بإلقاء نفسها من شرفة المسكن فسقطت أرضًا فاصطحابها مستكملاً احتجازها والتعدي عليها بالضرب والحرق باستخدام مياه مغلاة وحال احتجازه لها استمعت صوت احتجاز المتهم للمجني عليه ممدوح علي وتعذيبه له وتهديده بحرقه وتكبيله له فأبصرت المجني عليه مكبلا وبه العديد من الإصابات واستمعت لصوت التعدي على المجني عليه بعصا وتوجعه من جراء التعدي.
حلق شعري بماكينة حلاقة
وأضافت بقيام المتهم بحلق شعرها باستخدام ماكينة حلاقة وعزت قصد المتهم التعدي عليها محاولته قتلها حال احتجازها وقتله للمجني عليه ممدوح عليه انتقامًا منه.
شقيق المجني عليه يروي التفاصيل
وقال الشاهد الثاني «محمد. ع»، 51 سنة موظف، إن شقيقه تربطه علاقة صداقة بالمتهم الأول من قرابة العشرة سنوات وأنه ورد اليه اتصال تليفوني من أحد أصدقاء شقيقة المجني عليه يخبره أن هاتف الأخير مغلق فأخذ بالبحث عنه حتى نمى إلى مسامعه بوفاة شقيقه فاتجه صوب ديوان القسم حتى علم بوفاة شقيقة المجني عليه من جراء تعدي المتهم عليه ودفنه بالاشتراك مع باقي المتهمين.
تفاصيل قرار الإحالة
وجاء في أمر الإحالة، أن النيابة العامة تتهم «حسن. م»، 54 سنة، عاطل، حنفي عبد المجيد، 47 سنة، تربي، محمد أحمد، 47 سنة، عامل، «محمد. ع»، 66 سنة، بالمعاش بالقتل العمد.
وتبين قتل المتهم الأول المجني عليه ممدوح علي عمدًا مع سبق الإصرار على ذلك، بأن بيت النية وتفكر بروية وأعد لهذا الغرض الأسلحة البيضاء، وانهال عليه ضربًا بالأيدي وتبع ذلك صفعًا ولطمًا وحرقًا حتى خارت قواه ولفظ أنفاسه وفارق الحياة قاصدًا من ذلك قتله.
وشرع في قتل المجني عليها «ناهد. ح» عمدًا مع سبق الإصرار بأن عقد العزم وبيت النية على إزهاق روحها، وأعد لذلك سلاحًا أبيضًا وانهال عليها ضربًا بالأيدي وبالأسلحة البيضاء وتبعها حرقًا وصفها فأحدث إصاباتها.
عاهة مستديمة
كما تبين أن المجني عليها تخلف لديها من جرائها عاهة مستديمة يستحي برؤها قاصدًا إزهاق روحها إلا أنه خاب أثر جريمته لسبب لا دخل لإرادته فيه وهو مداركة المجني عليها بالعلاج.
وقبض على المجني عليهما وحجزهما بدون أمر الحكام المختصين بذلك وفي غير الأحوال التي تصرح فيها القوانين، وأحرز بقصد الاتجار جوهر الميثافيتامين المخدر، والحشيش وبندقية خرطوش وعصا وسكين، وماكينة حلاقة.
وباقي المتهمين ساعدوا الأول في إخفاء جثة القتيل ممدوح علي، بدون إخبار جهات الاقتضاء وقبل الكشف على جثمانه وتحقيق حالة الموت وأسبابه، وقامت النيابة العامة بإحالة القضية إلى محكمة الجنايات.