بعد أن نشرت صحيفة “جابان تايمز” خبرا يفيد بعزم الولايات المتحدة نشر صواريخ “تايفون” متوسطة المدى في اليابان، توعدت روسيا برد على هذه الخطوة بالتحالف مع الصين حال تنفيذها.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الأربعاء، في إفادة صحفية أسبوعية: “من الواضح أن روسيا والصين ستردان على ظهور تهديدات صاروخية إضافية كبيرة للغاية، وسيذهب رد فعلهما لما هو أبعد من الصعيد السياسي، وهو شيء دأبت الدولتان على تأكيده”.
وأضافت أن روسيا والصين تربطهما شراكة استراتيجية ليست عدوانية في نواياها، إلا أنها استدركت بالقول: “لكن إذا طبقت سياسة هجوم عدوانية ضدنا من مركز واحد، فلماذا لا نوحد قدراتنا ونرد في المقابل بالشكل المناسب؟”.
وتجري روسيا والصين مناورات عسكرية مشتركة، تضمنت مناورات بحرية بدأت الثلاثاء، بينما حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولايات المتحدة من محاولات إخضاع روسيا ببناء قوة عسكرية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وعلق على هذه التقارير أستاذ العلاقات الدولية في عدد من الجامعات المصرية حامد فارس، قائلا إن “الوضع الدولي يتشابك باتجاه مواجهة بين الصين وروسيا من ناحية والولايات المتحدة من ناحية أخرى، في ظل تزايد المعطيات التي تدفع بهذا الاتجاه”.
وأضاف فارس لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “هناك معطيات من طرف الولايات المتحدة وحلفائها من ناحية، في مقابل تحركات من جانب روسيا والصين قد تمهد لاندلاع مواجهة”.
وذكر أن أبرز تحركات الولايات المتحدة هي:
الولايات المتحدة صنفت الصين وورسيا في إستراتيجية الأمن القومي الأميركي لعام 2022 كأعداء إستراتيجيين.
أميركا حددت الصين كمنافس وحيد على إعادة تشكيل النظام العالمي، فيما اعتبرت روسيا دولة خطرة لا بد من تقييد خطورتها.
الولايات المتحدة تتحرك بسرعة لبناء تحالفات جديدة، مما دفعها للبحث عن رؤوس حربة جدد في المشهد الدولي.
رتبت واشنطن مع أكثر من عاصمة للعمل على تقويض الأمن القومي الروسي والصيني.
اتفقت مع اليابان على نشر صواريخ تايفون متوسطة المدى.
ترغب بولندا في نشر الولايات المتحدة أسلحة نووية تكتيكية على أراضيها، كما تسعى لشراء أسلحة بقيمة 15 مليار دولار لردع “التهديد الروسي والبيلاروسي لأراضيها”، كما رصدت 4 بالمئة من ناتجها القومي للميزانية العسكرية والتسليح.
اتفقت الولايات المتحدة مع ألمانيا على هامش قمة الناتو 85 التي عقدت في واشنطن، على نشر صواريخ “كروز” من طراز “توماهوك” وأسلحة أخرى بعيد المدى في ألمانيا بحلول عام 2026.
وأوضح فارس أن التحرك الأميركي دفع الصين وروسيا للرد بتعميق العلاقات الإستراتيجية بينهما بشكل أكبر، باعتبار أن العدو واحد.
وكانت أبرز ملامح التحركات الصينية الروسية وفق أستاذ العلاقات الدولية كالتالي:
تقيم روسيا تحالفات إستراتيجية أقوى وأوسع في مواجهة التحديات أمامها.
نفذت روسيا والصين مناورات عسكرية في يوليو الماضي في جنوب الصين، وهو ما دفع حلف الناتو لاعتبار الصين عامل تمكين حاسم لعمليات روسيا العسكرية في لأوكرانيا.
الصين أجرت أيضا مناورات عسكرية مع بيلاروسيا على الحدود مع بولندا، العضو في حلف الناتو.
الآن تتجدد المناروات العسكرية الصينية الروسية بعمل مناورات جديدة هذا الشهر، بمشاركة أساطيل بحرية، وهي مناورات “أوشن 2024” حول بحر اليابان.
ويرى فارس أنه “بناء على ذلك أصبحت التحالفات العالمية أكثر وضوحا في الفترة الأخيرة، في ظل اتساع التوترات وبؤر التشابكات والتهديدات الأمنية حول العالم”.
وأكد أن “العالم على شفا الاشتباك بين القوى الكبرى، رغم أن الصين تنأى بنفسها عن الدخول في أي صراع الآن وتؤجله لآخر وقت ممكن”.
ولفت فارس إلى أن “العوامل الدولية تقرب الأمور شيئا فشيئا من مواجهة شاملة، قد تؤدي لتغيير النظام العالمي، وهذا لن يحدث إلا بحرب عالمية ثالثة”.
كما أوضح أن “الحرب الروسية الأوكرانية وكونها عاملا مهددا لحدوث مواجهة مباشرة بين حلف الناتو وروسيا في أي وقت، تجعل روسيا والصين في كفة واحدة في مقابل الولايات المتحدة والغرب”.