حذّر أحد البنوك البريطانية من أن ملايين الأشخاص قد يقعون ضحية لعمليات احتيال باستخدام الذكاء الاصطناعي لاستنساخ أصواتهم. كما أشارت شبكة “سي. إن. إن” الأمريكية.

ونقلت الشبكة عن بنك “ستارلينج”، الذي يقدم خدمات الإقراض عبر شبكة الإنترنت فقط، إن المحتالين “قادرون على استخدام الذكاء الاصطناعي لتقليد صوت شخص ما من ثلاث ثوانٍ فقط من الصوت الموجود، في مقطع فيديو نشره شخص عبر الإنترنت”.

وأشار التحذير إلى أنه “يمكن للمحتالين بعد ذلك تحديد أصدقاء الشخص وأفراد أسرته، واستخدام الصوت المستنسخ بواسطة الذكاء الاصطناعي لإجراء مكالمة هاتفية لطلب المال”.

وقال البنك في بيان صحفي، اليوم الأربعاء، إن مثل هذه الأنواع من عمليات الاحتيال “لديها القدرة على سحب ملايين الدولارات”. وأنه، بالفعل، أثّرت هذه العمليات بالفعل على مئات الأشخاص.

ومع تزايد قدرة الذكاء الاصطناعي على تقليد الأصوات البشرية، تتزايد المخاوف بشأن قدرته على إلحاق الأذى بالبشر، من خلال مساعدة المجرمين على الوصول إلى حساباتهم المصرفية، ونشر المعلومات المضللة.

وفي وقت سابق من هذا العام، كشفت شركة OpenAI، عملاق الذكاء الاصطناعي التوليدي، ومبتكرة برنامج المحادثة الآلي الشهير ChatGPT، عن أداة تكرار الصوت Voice Engine؛ لكنها لم تجعلها متاحة للجمهور حتى الآن، مشيرة إلى “احتمال إساءة استخدام الصوت الاصطناعي”.
عبارة آمنة
وفقًا لمسح شمل أكثر من 3000 شخص بالغ، أجراه البنك بالتعاون مع شركة “مورتر” الشهر الماضي، قال أكثر من ربع المشاركين إنهم تعرضوا لعملية احتيال، بعد عمليات استنساخ صوتية باستخدام الذكاء الاصطناعي خلال الأشهر الاثني عشر الماضية.

أيضًا، أظهر الاستطلاع أن 46% من المشاركين لم يكونوا على علم بوجود مثل عمليات الاحتيال هذه، وأن 8% سيرسلون أي مبلغ من المال يطلبه صديق أو فرد من العائلة، حتى لو اعتقدوا أن المكالمة تبدو غريبة.

وقالت ليزا جراهام، كبيرة مسؤولي أمن المعلومات في بنك “ستارلينج”، في بيان: “يقوم الأشخاص بانتظام بنشر محتوى عبر الإنترنت يحتوي على تسجيلات صوتية لهم، دون أن يتخيلوا أبدًا أن هذا يجعلهم أكثر عرضة للمحتالين”.

ووفق “سي. إن. إن”، يشجع البنك الأشخاص على الاتفاق على “عبارة آمنة” مع أحبائهم؛ والتي تكون عبارة بسيطة وعشوائية يسهل تذكرها وتختلف عن كلمات المرور، والتي يمكن استخدامها للتحقق من هويتهم عبر الهاتف.

كما تنصح المؤسسة المالية بعدم مشاركة هذه العبارة الآمنة عبر الرسائل النصية، مما قد يسهل على المحتالين اكتشافها “ولكن إذا تمت مشاركتها بهذه الطريقة، فيجب حذف الرسالة بمجرد أن يراها الشخص الآخر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *