حول إعلان الولايات المتحدة أن روسيا قصفت المباني الحكومية في كييف، كتب دميتري بوبوف، في “موسكوفسكي كومسوموليتس”:
قال الرئيس بوتين إنه لم يعد الآن، بعد غزو القوات المسلحة الأوكرانية لمنطقة كورسك، ما يمكن الحديث عنه مع نظام كييف؛ وقال ميدفيديف: لا مفاوضات حتى هزيمة العدو بالكامل. لكن نظام كييف لا يزال يستعد للمفاوضات في الخريف. وقد كتبت صحيفة إندبندنت عن هذا الأمر، نقلاً عن مصدر مقرب من مكتب زيلينسكي.
والمثير للاهتمام أن المفاوضات التي يخططون لها لا تهدف إلى السلام. بل يؤكدون أن كييف تريد الاتفاق على تبادل الأسرى باستخدام صيغة “الجميع مقابل الجميع”؛ وأنها تعتزم مناقشة الأمن الغذائي. فبعد انسحاب روسيا من “صفقة الحبوب”، أنشأت أوكرانيا ممرًا بحريًا خاصًا بها للحبوب؛ وثالثًا، السلامة النووية. وهذا يعود، على الأرجح إلى العجز لأن استيلاء الجيش الأوكراني على محطة كورسك للطاقة النووية لم ينجح ولم يعد لدى كييف الآن سوى التهديد لأمن هذه المحطة.
ولم تصل أي كلمات مما تنوي روسيا الحديث عنه الآن إلى كييف. وها هي سفارة الولايات المتحدة في أوكرانيا تصدر تحذيرًا عاجلا لمواطنيها: “لدى وزارة الخارجية معلومات تفيد بأن روسيا تزيد من جهودها لاستهداف البنية التحتية المدنية الأوكرانية والمرافق الحكومية في الأيام المقبلة”. والسفارة الأمريكية “تحث بشدة المواطنين الأمريكيين على مغادرة أوكرانيا على الفور”.
ولعل هجمات روسيا التي طال انتظارها على المنشآت الحكومية في كييف، هي التي ستبدأ في تغيير الوضع نحو تعقّل النظام الأوكراني في الاتجاه الذي نريده.