قضت محكمة بريطانية، اليوم الجمعة، بسجن اثنين من محتجي المناخ من منظمة Just Stop Oil، اللذين ألقيا حساءً على لوحة “عباد الشمس” للفنان الهولندي الشهير فينسنت فان جوخ، وهي “أحدث عقوبة في سلسلة من العقوبات الباهظة للناشطين في المملكة المتحدة”، كما أشارت صحيفة “بوليتيكو”.

وألقت فيبي بلامر وآنا هولاند في 14 أكتوبر 2022، علبتين من حساء الطماطم على اللوحة التي تعد تحفة فنية، والمعروضة في المعرض الوطني في لندن.

ولم تلحق باللوحة نفسها أي أضرار، لكن الإطار الذي يعود تاريخه إلى القرن السابع عشر تعرض لبعض الأضرار، بعد أن عمل الحساء كمزيل للطلاء على السطح الرقيق. بينما تمت إعادة تهيئة الإطار وأُعيدت اللوحة للعرض في نفس اليوم.

وفي يوليو الماضي، أدانت هيئة المحلفين بلامر (23 عامًا) وهولاند (22 عامًا) بتهمة إلحاق أضرار جنائية بالإطار.

واليوم، حُكم على بلامر، التي تواجه عدة قضايا جنائية أخرى بسبب أعمال احتجاجية، بالسجن لمدة عامين. وحُكم على هولاند بالسجن لمدة 20 شهرًا.

ضرر كبير
أثار احتجاج الحساء غضبًا واسع النطاق ولفت انتباه العالم، إذ شوهدت لقطات الحساء المتناثر على اللوحة عشرات الملايين من المرات، وقالت هولاند وبلومر إنهما تحركتا بدافع من مخاوفهما بشأن أزمة المناخ.

وفي جلسة النطق بالحكم، قال القاضي كريستوفر هيهير إن الأحكام تفاقمت بسبب الضرر الذي ربما ألحقه الحادث بلوحة لا تقدر بثمن.

وقال: “لقد كان الإجراء الذي اتخذتاه متطرفًا وغير متناسب وغبيًا إلى حد إجرامي.. لقد كانتا على بعد خطوة واحدة من عمل قد يتسبب في إتلاف اللوحة أو تدميرها بشكل لا يمكن إصلاحه”.

وقالت بلامر في المحكمة، اليوم الجمعة: “حاولت بشكل سلمي تعطيل نظام العمل المعتاد، وهو نظام غير عادل وغير أمين وقاتل”.

وأضافت موجهة حديثها إلى هيهير: “إذا كنت تعتقد أن اتباع نهج استبدادي اليوم من شأنه أن يمنع الناس بطريقة أو بأخرى من الدفاع عن العدالة، فأنا أعتقد أنك سوف تثبت خطأك”.

ونقلت “بوليتيكو” عن راج تشادا محامي هولاند، إنه لو تم الأخذ في الاعتبار احتمال إلحاق الضرر باللوحة عند إصدار الحكم، فكان ينبغي توجيه اتهامات إليهما بهذا الشأن.

وأضاف: “إنها عقوبة شنيعة لجريمة لم ترتكبانها في الواقع.. وسوف نفكر في الاستئناف”.

احتجاجات وأحكام
أمس الخميس، كتب أكثر من 100 فنان وأمين متحف ومؤرخ فني إلى القاضي كريستوفر هيهير يطلبون العفو، وقالوا في رسالة “إن الفن يمكن أن يكون، وكثيرًا ما يكون كذلك، تحطيماً للأصنام.. ولا ينبغي أن يتلقى هؤلاء الناشطون أحكامًا بالسجن بسبب عمل يتصل بالكامل بالفن”.

وكانت مجموعة Just Stop Oil، وهي مجموعة ناشطة في مجال البيئة، بدأت منذ أقل من ثلاث سنوات، بتنظيم احتجاجات مثيرة للجدل.

وردّت الحكومة البريطانية المحافظة السابقة على حملة Just Stop Oil وغيرها من الجماعات بإصدار قوانين للاحتجاج، والتي يقول خبراء حقوق الإنسان إنها صارمة وتحد من الحق في الاحتجاج.

وفي يوليو الماضي، أصدر هيهير أحكامًا بالسجن لمدة أربع وخمس سنوات على مجموعة من المحتجين من الحركة، بسبب تخطيطهم لتحرك أدى إلى تعطل كبير في الطريق السريع “إم 25″، وهو الأكثر ازدحامًا في بريطانيا.

كما حُكم على بلامر بالسجن لمدة ثلاثة أشهر أخرى لارتكابها جريمة أخرى في نوفمبر 2023، وهي المشي ببطء في أحد شوارع لندن، مما أدى إلى إعاقة حركة المرور.

وحُكم على ناشطين آخرين في الحركة، وهما كيارا سارتي ودانييل هول، بعقوبات غير احتجازية بسبب نفس الاحتجاج.