غرق 6 أشخاص في النمسا وبولندا ورومانيا وفُقد أربعة آخرين في جمهورية التشيك مع استمرار اجتياح العاصفة بوريس لدول وسط وشرق أوروبا، وجلبت معها أمطارًا غزيرة وفيضانات أجبرت الآلاف من الأشخاص على إخلاء منازلهم.
ووفقًا لصحيفة “الجارديان” البريطانية اليوم، تعرضت مساحات واسعة من النمسا وجمهورية التشيك والمجر ورومانيا وسلوفاكيا لضربة رياح عاتية وأمطار غزيرة غير معتادة منذ يوم الخميس.
فيضانات تضرب وسط أوروبا
من جانبه قال نائب المستشار النمساوي فيرنر كوجلر، يوم الأحد، إن رجل إطفاء توفي أثناء محاولته التصدي للفيضانات في جنوب النمسا، فيما أعلنت السلطات الإقليم الذي يحيط بالعاصمة فيينا منطقة كوارث.
وغطت الثلوج بعض مناطق تيرول حتى ارتفاع متر (3 أقدام) – وهو وضع غير اعتيادي في منتصف سبتمبر، الذي شهد درجات حرارة تصل إلى 30 درجة مئوية (86 درجة فهرنهايت) الأسبوع الماضي.
يأتي ذلك فيما توقفت خدمات السكك الحديدية في شرق البلاد في ساعة مبكرة من صباح الأحد، وأُغلقت خطوط المترو في فيينا بسبب تهديد نهر فيينا بالفيضان، وفقًا لوكالة الأنباء النمساوية.
وتدخلت خدمات الطوارئ نحو 5 آلاف مرة خلال الليل في النمسا، حيث حاصرت الفيضانات العديد من السكان في منازلهم.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن رجال الإطفاء تدخلوا نحو 150 مرة في فيينا منذ يوم الجمعة لإزالة الأنقاض من الطرق.
إجلاء 1600 شخص في كلودزكو
وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك إن شخصًا واحدًا غرق في منطقة كلودزكو، وسافر توسك عبر جنوب غرب البلاد، الذي تضرر بشدة من الفيضانات، وتم إجلاء نحو 1600 شخص في كلودزكو من منازلهم، واستدعت السلطات البولندية الجيش لدعم رجال الإطفاء في مكان الحادث.
وقال توسك إن “الوضع مأساوي للغاية إنه الأسوأ”، بعد اجتماع في كلودزكو التي غمرتها المياه جزئيًا حيث ارتفع منسوب النهر المحلي إلى 6.7 متر صباح الأحد – وهو أعلى بكثير من مستوى الإنذار البالغ 2.4 متر – قبل أن ينحسر قليلًا، وتجاوز ذلك الرقم القياسي المسجل خلال الفيضانات الغزيرة في عام 1997 والتي ألحقت أضرارًا جزئية بالمدينة وأودت بحياة 56 شخصًا.
إغلاق معبر جولكوفيتسه الحدودي مع التشيك
وأغلقت السلطات البولندية، السبت، معبر جولكوفيتسه الحدودي مع جمهورية التشيك بعد أن فاض نهر على ضفافه، كما أغلقت العديد من الطرق وأوقفت القطارات على الخط الذي يربط بلدتي برودنيك ونيشا.
وفي قرية جلوشولازي القريبة، كانت المواطنة زوفيا أوسياكا تراقب بخوف المياه المتدفقة بسرعة لنهر بيالا المتضخم.
وقالت أوسياكا، البالغة من العمر 65 عامًا: “الماء هو أقوى قوة في الطبيعة.. الجميع خائفون”.
ارتفاع منسوب نهر الدانوب
وفي بودابست، رفع المسؤولون توقعاتهم بارتفاع منسوب نهر الدانوب في النصف الثاني من هذا الأسبوع إلى أكثر من 8.5 متر، ليقترب من المستوى القياسي البالغ 8.91 متر الذي سجل في عام 2013، مع استمرار هطول الأمطار في المجر وسلوفاكيا والنمسا.
وقال رئيس بلدية بودابست جيرجلي كاراكسوني “وفقًا للتوقعات فإن أحد أكبر الفيضانات في السنوات الماضية يقترب من بودابست ولكننا مستعدون لمواجهته”.
وفي الوقت نفسه، قالت الشرطة في جمهورية التشيك إن 4 أشخاص فقدوا يوم الأحد، وكان ثلاثة منهم في سيارة جرفتها مياه نهر في بلدة ليبوفا لازني في شمال شرق البلاد، بينما فُقد رجل آخر بعد أن جرفته الفيضانات في جنوب شرق البلاد.
وانفجر سد في جنوب البلاد، مما أدى إلى غرق البلدات والقرى الواقعة أسفل النهر.
وقال بافيل بيلي، أحد سكان ليبوفا لازني: “ما تراه هنا أسوأ مما حدث في عام 1997 ولا أعرف ماذا سيحدث لأن منزلي تحت الماء ولا أعرف ما إذا كنت سأعود إليه أم لا؟”.