بعد 24 عامًا من عمل “محطة الفضاء الدولية” للبشر في الفضاء، أعلنت شركة تكنولوجيا المحيطات البريطانية “ديب” عن خطط غزو قاع المحيطات قريبًا، مع الاستعداد لتوفير السكن في الأعماق بحلول عام 2027.
نجحت الشركة مؤخرًا في تنفيذ خططها التجريبية لبناء نموذج موئل بشري يُدعى “سانتينل”، والذي سيسمح للناس بالعيش على عمق 200 متر تحت سطح البحر لمدة شهر كامل دون الحاجة للصعود إلى السطح.
وحدات سكنية تحت الماء
يتكون “سانتينل” من وحدات سكنية مترابطة، يمكن استخدامها لأغراض متعددة مثل جمع البيانات حول كيمياء المحيطات أو التنقيب عن حطام السفن التاريخية. النموذج الأولي يتسع لثلاثة أشخاص، ويبلغ طوله 12 مترًا وعرضه 7.5 أمتار، ويمكن أن يبقى في الخدمة لمدة أسبوع. ومع ذلك، يجري تطوير نماذج أخرى تناسب مهام أكبر تصل إلى 50 شخصًا.
ووفقًا لـ “ديب”، سيكون النموذج الأولي جاهزًا للاستخدام في مطلع عام 2025، مع توقع الانتهاء من النماذج الأخرى في منتصف 2027، مما يمهد لمرحلة جديدة من الحياة تحت الماء.
أهمية “سانتينل” في حالات الطوارئ
شدد رئيس الشركة شون وولبرت على أهمية “سانتينل” في إنقاذ الأرواح، مشيرًا إلى أنه كان يمكن أن يساعد في إنقاذ ضحايا غرق يخت قرب جزيرة صقلية في أغسطس الماضي. حيث لم يتمكن الغواصون من البقاء تحت الماء لأكثر من 12 دقيقة بسبب العمق، لكن “سانتينل” سيتيح للغواصين قاعدة قريبة من الحطام للحصول على المساعدة.
تقنية البناء
سيتم بناء “سانتينل” عبر تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد باستخدام مجموعة من 6 روبوتات، مع استخدام فولاذ مقوى بسبيكة فائقة من معدن “النيكل” لتحمل الظروف القاسية. وسيتم تجهيز عوامة دعم على السطح بأجهزة اتصالات لتوفير الطاقة اللازمة للسكن تحت الماء، باستخدام توربينات الرياح والألواح الشمسية.
يبدو أن “سانتينل” يمثل خطوة رائدة نحو استكشاف الحياة تحت المحيطات، مع إمكانيات كبيرة في مجالات البحث العلمي والطوارئ.