حالة من الغموض تحيط بما حدث لأجهزة الاتصال اللاسلكي الخاصة بعناصر حزب الله اللبناني، التي انفجرت من تلقاء نفسها، إذ رجح مسؤولون الأسباب التي يمكن أن يتم بها تنفيذ هذا الاختراق، الذي اتهم الحزب إسرائيل به رسميًا.
وحتى الآن أصيب ما يقرب من 2800 شخص، منهم 200 في حالة خطرة، بحسب الصحة اللبنانية، في سلسلة من الانفجارات المتزامنة، ومقتل 9 بينهم طفلة تبلغ من العمر 10 سنوات، وشقيقان ونجل عضو في حزب الله، وطلبت السلطات التابعة للحزب من الجميع التخلى عن أجهزة البيجر.
اتهام إسرائيل
تم توجيه أصابع الاتهام عقب الحادث مباشرة إلى الاحتلال الإسرائيلي، إذ حمّل حزب الله “العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي، الذي طال المدنيين أيضًا، وأدى إلى 9 قتلى وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة”.
كما أكد عضو بارز في الحزب بحسب القناة الـ12 العبرية، أن إسرائيل اخترقت أجهزة راديو حزب الله اللبناني وفجرتها في نفس الوقت بمناطق مختلفة، ووصف الحادث بأنه أكبر اختراق أمني ومخالفة خطيرة سيقومون بالتحقيق فيها.
وما زاد من تأكيد ذلك الاتهام، ما نشره مستشار نتنياهو في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي “إكس”، أشار فيها بمسؤولية إسرائيل عن هجمات بيروت، إلا أنه بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”، حذفها بعد دقائق من نشرها.
واعتبرت الحكومة اللبنانية إسرائيل مسؤولة عن انفجارات أجهزة النداء، إذ قال المتحدث باسم الحكومة اللبنانية، إن الحكومة تعتبر إسرائيل مسؤولة عن انفجارات أجهزة النداء وتعتبرها انتهاكًا للسيادة اللبنانية.
برامج خبيثة
بحسب تقرير وول ستريت جورنال، فقد تم توزيع هذه الأجهزة في الأيام الأخيرة على عناصر حزب الله اللبناني وليس منذ أشهر، يتوقع مسؤول حزب الله اللبناني أن البرمجيات الخبيثة الموجودة على الأجهزة، تسببت في ارتفاع درجة حرارتها وانفجارها.
ووصلت رسائل متزامنة لأعضاء الحزب اللبناني، على أجهزة البيجر عندما كانوا ينتشرون في مناطق مختلفة ببيروت وضواحيها وأماكن أخرى، إذ شعر بعضهم أن أجهزة الاتصال اللاسلكي تسخن فألقوا بها بعيدًا قبل أن تنفجر.
هجوم إلكتروني
في السياق ذاته؛ قدرت مصادر من حزب الله، نقلًا عن وسائل الإعلام، بحسب القناة الـ12 الإسرائيلية، أن ما حدث لأجهزة البيجر الخاصة بعناصر الحزب يمكن أن يكون تم عن طريق هجوم إلكتروني نُفذ باستخدام أدوات تكنولوجية تم تفعيلها عن بعد.
ويعتبر جهاز المناداة أو البيجر أو النداء الآلي جهازًا إلكترونيًا صغيرًا يسهل حمله ويستخدم لاستقبال الرسائل القصيرة أو رقم الشخص الذي يحاول الاتصال بالجهاز، ويعتبر استعماله شبة معدوم بعد ظهور الهاتف المحمول، لكن غالبًا يستخدم في المناطق التي لا يصلها بث الهاتف المحمول.